إمسك حرامي

#تابع مقدمة _إمسك_حرامي

في منتصف التسعينات.. كان في واحد من الصعيد ومن قنا بالتحديد كان عليه تار.. فقرروا أهله يهربوه لمصر.. لمكان محدش يعرفه فيه ولا يوصله .. ودلوه علي واحد هناك بلدياتهم صاحب قهوة.. يروحله يستخبي عنده.. وهناك استحاله حد يقدر يوصله أو يأذيه..
القناوي سمع كلامهم وسافر لمصر أم الدنيا.. ونزل الحارة اللي فيها القهوة.. وعرّف نفسه
للمعلم صاحب القهوة بلدياته.. فرحب بيه.. واستقبله أحسن استقبال.. ودخله بيته.. اللي هو عبارة عن دورين الدور الأرضي عاملها قهوة وفاتحها علي الناصيتين في الحارة.. والدور الأول بيته اللي عايش فيه مع أسرته.. أما الدور اللي بعده فهو عبارة عن سطح فاضي مفهوش حاجه غير شوية كراكيب وأوضه محدش ساكنها ومقفولة من زمان .. لكن مفروشة فرش بسيط زي سرير وتسريحه ودولاب مثلا .. 
فعرض عليه صاحب القهوة يبات فيها.. وعطاله المفتاح .. ولما قعدته طولت ومصاريفه كترت.. وفلوسه قربت تخلص طلب من صاحب القهوة يشغله معاه.. وبقي يحوش اليومية .. 
صاحب القهوة اتبسط من شغله واعتمد عليه في كل حاجه ووثق فيه .. وشال كل شغل القهوة علي كتفه.. ومرت السنين والقناوي اتجوز وخلف وهو لسه برده بيحوش ..  علي أمل يشتري قهوة وتبقي بتاعته في يوم من الأيام..
 وفعلا.. شاءت الأقدار المعلم صاحب القهوة يفلس.. بسبب جريه ورا الستات والكباريهات ولعب القمار.. ويعرض قهوته للبيع.. فكان أول مشتري يتقدم .. ويحط فيها كل تحويشته ..  وربنا كرمه وبقي هو صاحب القهوة بدل ما كان مجرد صبي فيها .. ومرت السنين وكان فاكر انه بكده حياته استقرت وأصحاب التار نسيوه او مش هيقدروا يوصلوله.. لكن للأسف.. برغم مرور السنين مقدروش ينسوا تارهم.. وكانوا بيدوروا عليه في كل حته لحد ما قدروا يوصلوله.. وفي ليلة من الليالي انضرب بالرصاص وهو قاعد علي كرسيه في القهوة .. وسال دمه علي أرضها .. واتلموا عليه أهل الحارة.. وبلغوا البوليس.. والجاني هرب بعملته..
واتقفلت القهوة لشهور.. وأسرة القناوي المقتول كرهوا القهوة والبيت والحارة .. وقرروا يرجعوا لمحافظة قنا أصل أبوهم..  ويعيشوا وسط أهلهم وناسهم.. وعرضوا القهوة والبيت للبيع...
ولكن محدش اتجرأ من أهل الحارة يشتريها.. بسبب الجريمة اللي حصلت فيها.. وفضلت القهوة مقفولة سنتين .. وأهل الحارة طلعوا عليها حواديت وإشاعات بإنها مسكونة وعفريت المقتول بيطلع في القهوة كل ليله ....  فخافوا أهل الحارة.. وبعدوا عنها.. وكمان كانوا بيحذروا اي حد غريب ييجي الحارة يشتريها .
لحد ما اتفاجأوا في يوم من الأيام إنها اتباعت برخص التراب لراجل في أواخر العشرينات .. أسمر.. وطويل.. وجسمه عريض.. شبه الفتوات.. وسألوا بعضهم: يا تري مين ده ؟!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواية امسك حرامي _ تابع المقدمة ٢

رواية إمسك حرامي الحلقة الأولي